اجتاحت الأمراض الغريبة عالمنا منذ بداية البشريّة، ورغم أنها سرعان ما اختفت، سوى أنها خلّفت وراءها الكثير من التساؤلات.
هنا سنعرض عليكم مجموعة من أبرز تلك الأمراض، وهي التي لا نود مشاهدتها مرة ثانية.
تفجير الاسنان :
بدأت المجلات الطبيّة في مطلع القرن التاسع عشر بتسليط الضوء على حالات مرضيّة غريبة قد كانت قد بدأت في الظهور والانتشار. وخلال هذه المرحلة، اشتكى الكثير من الأفراد من وضعية عُرفت آنذاك “بانفجار الأسنان”، حيث سُجّلت الوضعية الأولى في سنة 1817، وهذا عندما واجه أحد الأفراد وجع شديد في فمه، وتوجه إلى طبيب الأسنان “أتكينسون” لطلب العون في ذلك الخصوص.قد رأى الطبيب تلك الوضعية تتم مع ثلاثة مرضى؛ الاول كان قسا من مساحة سبرنيغفيلد عُرِّفَ بالحرفيّن "دي آيه"، ومر بهذه المصيبة المؤلمة عام 1817، كما يقول أتكينسون في السطور الآتية:
"بدأ الناب المتواجد على المنحى اليمين من الفك العلوي في تهييج الإحساس بالوجع على باتجاه مبرح، بمقدار أطار صواب الرجل وأدى إلى أن يجن جنونه. وخلال معاناته من هذه الأوجاع، أخذ يركض هنا وهناك في مساعي لا فائدة منها لنيل قسط من السكون. في إحدى المرات، أمال رأسه على الأرض كما إذا كان حيوانا ثائرا، وفي مرة ثانية دسها تحت ركن من زوايا السياج، ومن حديث ذهب إلى الينبوع، وأغرق رأسه تحت الماء لمنخض الحرارة".
كان هذا سلوكا غير مناسبٍ بقوة برجل دين مهيب وجليل، وهو ما يعكس الأوجاع التي كان ذلك القس يكابدها بالقطع. وبالتالي ففي الحقبة الفائتة لظهور النمط الجديد من طب الأسنان، الذي يتصف بالفعالية وقلة التكليفات، كان من شأن أوجاع الأسنان أن تمثل عذابا مقيما لأصحابها. فقد شهدت مساحة ساسكس البريطانية عام 1862 واقعة انتحار رجل إثر أوجاع أسنان قاسى منها على نطاق خمسة شهور. وكتب أتكينسون على هذه الواقعة يقول: "شوهد خلالها ينخرط في البكاء يوما بعد يوم للعديد من ساعات متصلة". ولكن القس تعيس الحظ قد كانت تنتظره عاقبة أمثل حالا.
مرض الاخضرار :
خلال القرن الثامن عشر، ظهر مرض مُحيّر، أُطلق عليه اسم “الاخضرار” أو “كلوروس” باللغة اليونانيّة (دلالة إلى اللون الأصفر المائل إلى الخُضرة)، وقد كان يُصيب سيدات المجتمع الراقي، وهو ما يجعلهن غير لديهن القدرة على النهوض أو المكث مستيقظات لفترة طويلة، ومن أعراضه، أوجاع في المفاصل، وخفقان سريع للفؤاد، إضافة إلى ذلك عدم حضور أو انقطاع الطمث، كما يمكن أن يصل الشأن إلى تغير لون البشرة للأخضر.
والمهم ذكره أن الأطباء، ولسنوات عديدة، قدّروا أن ذلك الداء هو مجرّد عدم اتزان فسيولوجي، في دلالة إلى ارتباطه بالخاصيّات الجنسية للأنثى وحساسيتها المرهفة. وخلافاً لهذا، اتضح لاحقاً أن الداعِي الرئيسي لذلك الداء يكمن في واحد من أشكال مرض فقر الدم، الناجم عن الأنظمة الغذائية المتّبعة آنذاك.
مرض الفندق الوطني في العاصمه واشنطن:
سنة 1850، ظهر مرض متعلق بنزلاء الفندق الوطني بواشنطن، وهو الذي أُطلق عليه نفس اسم الفندق، وتميّز بعدة أعراض على غرار تورم اللسان، والتهاب الأمعاء، إضافة إلى الإسهال. ونتيجة لهذا، حدث الكثير من السياسيين الذين أقاموا في الفندق ضحية ذلك الشأن، الذي أودى بحياة نحو 40 منهم.مهم ذكره، أن القائد الخامس عشر للولايات المتحدة، جيمس بيوكانان، كان من ضمن الضحايا. وفي محيط الكشف عن عوامل ذلك الوباء، تصوَّر القلة أن للهواء الملوث أو حضور الفئران التي يتم تسميمها رابطة بالأمر. كما واشتبه آخرون بالعبيد الذين كانوا يعملون في مطبخ الفندق.
مرض وهم الزجاج:
في أواخر العصور الوسطة في أوروبا، ظهر وهم الزجاج، الذي يعتبر بأنه اختلال نفسي، و قد كان المجروحين به على قناعة تامة بأنهم مصنوعون من زجاج، حيث كانوا يظنون بأن أسفل حركة قد يأتوا بها من المحتمل تكون السبب في تحطيمهم إلى أجزاء.و قد كان ملك دولة فرنسا، شارل السادس، من ضمن أول ضحايا ذلك الداء، وهذا أثناء سنة 1400، حيث اعتقد أنه مصنوع من الزجاج، ما دفعه إلى ارتداء أطواق من الفولاذ بشأن جذعه لحمايته في حال تعرّضه لأي وقوع ضار
ليس ذلك فحسب، لكن فقد شارل السادس صوابه على الإطلاقً، حيث كان يمنع أي أحد أن يلمسه، كما كان يختبئ في الأركان خوفاً من التحطم. علاوة على هذا، أمضى الملك الخمس عشرة سنة الأخيرة من حكمه فاقداً لذاكرته، حيث كان يتجول في أروقة قصره مُطلقاً أصواتاً شبيهة بصرخة الذئب.
كما أن ذلك الداء تشعبت وتوسّع بسرعة بين أوساط الشعب، بعد تردّد أخر أحداث في إصابة الملك به، الأمر الذي فتح باب التساؤلات بشأن ما لو كان للأمر عُلاقة “بنفوذ الحرباء”، أي تأثر الشعب بمرض ملكهم. بل يوجد الداعِي الكامن خلف ذلك التوتر السيكولوجي غامضا.
ضع تعليقلا علي المقال وتابعنا علي الموقع باضافة اميلك هنا في الصفحه
#شير البوست
تعليقات
إرسال تعليق